للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في البيت: الثقل، كأنه أثقل الناس والبيقور، وإنما جاز هذا التوسع، لأنَّ الميل مما يتبع الثقل. هذا كلامه برمته، وتبعه تلميذه الجوهري، فرواه في "الصّحاح" كذلك، وضمَّ إليه أبياتًا قبله من القصيدة، وحذف ما بينها من الأبيات، فقال في مادة "العَول" مثل ما نقلناه من "العباب" بعينه، وقول الشاعر: وعالت البيقور، أي: أن السنة الجدبة أثقلت البقر بما حملت من السلع والعشر، وإنما كانوا يفعلون ذلك في السنة الجدبة، فيعمدون إلى البقر، فيعقدون في أذنابها السلع والعشر، ثمَّ يضرمون فيها لانار، وهم يصعدونها في الجبل، فيمطرون لوقتهم [كما] زعموا.

قال أمية بن أبي الصلت يذكر ذلك:

سنة أزمة تخيل بالنا ... س ترى للعضاه فيها صريرا

لا على كوكب تنوء ولا ريح ... جنوب ولا ترى طخرورا

ويسوقون باقر السهل للطو ... د مهازيل خشية أن تبورا

عاقدين النيران في ثكن الأذ ... ناب منها لكي تهيج البحورا

سلع ما ومثله ... البيت. انتهى.

ولو كان ترتيب الأبيات كذا لكان سلع خبر مبتدأ محذوف، أي: المقصود سلع، ومثله معطوف على سلع، وعشر بدل منه، وعائل صفة عشر، وحذف صفة سلع لدلالة صفة عشر عليه، لكن ترتيب الأبيات ليست كذا كما رأيت.

وقوله: هو أبدي ... الخ، الضمير لله جل ذكره، وأبدى: أظهر، وأماثيل جمع أمثال، وهو جمع مثل بالتحريك، وقال شارحه: يأثر، أي: يروي، يقال: أنا آثر هذا الحديث عن فلان، والسفور: الآثار ههنا، والسفور: الكتب واحدها من الكتب سِفر بالكسر، ومن الآثار سَفر بالفتح. انتهى. وإنما أطنبت في شرح هذا الشاهد، لأني لم أرّ من شرحه شرحًا وافيًا بحل تركيبه، وتفهيم معناه، وقد أنعم الله تعالى على عبده بذلك، فلله الحمد على هذه النعمة، وترجمة أمية قد تقدَّمت في الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>