للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ العشرَ مثال صرد: شجر له صمغ ولبن وهو من العضاه وثمرته نفاخة كنفاخة القتاد الأصفر، الواحدة عُشَرِة، وله سُكّر يخرج في فُصُوصِ شعبهِ ومواضع زهره، يجمع منه الناس شيئًا صالحًا، وفي سكّره شيء من مرارة. انتهى. وقال أيضًا: وعيل صبري، أي: غلب، وقولهم: "عيل ما هو عائل" أي: غُلِب ما هو غالبه، يضرب الرجل الذي يعجب من كلامه أو غير ذلك، وهو على مذهب الدعاء، قال النمر بن تولب:

فأحبب حبيبك حبًا رويدًا ... فليس يعولك أن تصرما

وقال أمية:

سلعا ما ومثله عشرًا .. البيت

أي: إنَّ السنة المجدبة أثقلت البقر بما حُمِّلت من السلع والعشر، وإنما كانوا يفعلون ذلك في السنة المجدبة، فيعمدون إلى البقر، فيعقدون في أذنابها السلع والعشر، ثم يضرمون فيها النار، وهم يُصعِّدونها في الجبل، فيمطرون لوقتهم [كما] زعموا. انتهى.

واعلم أن المشهور في كتب النحو رواية البيت:

سلع ما ومثله عشر ما عائل ما وعالت البيقورا

برفع الكلمات الأربعة، ولم أر من تكلم على إعرابه غير أبي علي، لكنه لم يرو الغليل، ولم يشف العليل، قال في "البغداديات": "ما" في كل ذا زائدة، وسلع مرتفع بالابتداء، وعائل خبره، وجاز هذا الفصل بين المبتدأ وخبره، لأنَّ الجملة الفاصلة ملتبسة بالجملة المفصول بها، وأصل العول في اللغة الميل من قوله: (ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) [النساء/ ٣]، أي: لا تميلوا، أو الإرادة به

<<  <  ج: ص:  >  >>