للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا الرواية في ديوانه، وكذا رواه الصاغاني في "العباب" في مادة السلع، وفي مادة العول، فيكون سلعًا مفعولًا ثانيًا لأراهم من قولك: أريته الشيء من رؤية العين، أي: جعلته رائيًا، وفاعل أراهم ضمير الإله، ومثله معطوف على سلعًا، وعشُرًا بدل منه، وعائلًا صفة عشُرًا، وحذف صفة الأوَّل لدلالة الثاني عليه، وفاعل قد عالت ضمير السنة الأزمة، أي: قد عالت السنة البقر بها، والبيقور: اسم جمع للبقر، يعني أراهم تعذيبهم البقر بهذين من غير فائدة لهم، لكونهم خادعوا الله خداع المنكر، كما حكاه الله تعالى بقوله: (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ) [الأعراف/ ١٣٤، ١٣٥]، قال شارحه: السلع شجر إذا أكلته الدواب ماتت، وقوله: عائلًا، أي: غالبًا، عالني هذا الأمر، أي: غلبني، وما الأولى والثانية والثالثة صلات، والبيقور: جماعة البقر، انتهى. وقال الصاغاني في "العباب": والسلع بالتحريك شجر مرٌّ، قال أميّة بن أبي الصّلت:

سلعًا ما ومثله عشرًا ما .. البيت. وقال الدينوري: أخبرني أعرابي من أهل السراة قال: السلع شجر مثل السعبق إلا أنه ينبث بقرب الشجرة ثم يتعلق بها، فيرتقي فيها حبالًا خضرًا لا ورق فيها، ولكن قضبان تلتف على الغصون، وتتشبك، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار، فإذا أينع، اسودَّ، فتأكله القرود فقط، ولا يأكله الناس، ولا السائمة، قال: ولم أذقه وأحسبه مُرًّا، قال: فإذا قصقف سال منه ماء لزج صاف له سعابيب، وقال أبو زياد: السلع، نبت وهو سم كله، وهو لقط قليل في الأرض، وله وريقة صفراء شاكة كان شوكها بزُغبٍ وهو بقلة تَفَرَّش كأنها راحة القلب لا أرومة لها، وقال أبو نصر: السّلع بقلة خبيثة الطعم، وعن الأعراب القدم: السلع يخرج في أول البقل لا يذاق إنما هو سمّ، وهو مثل الزرع أوَّل ما يخرج، ويقال: هو ضرب من الصبر. انتهى. وقال أيضًا:

<<  <  ج: ص:  >  >>