للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في مادة "السلع": كانوا في الجدب يعلّقون شيئًا من هذا الشجر ومن العشر بأذناب البقر، ثم يضرمون فيها النَّار، وهم يصعدونها في الجبل فيُمْطَرُون: زعموا. انتهى.

وقوله: عاقدين النيران .. الخ، قال شارحه: كانوا يعقدون النيران في أصول ذنب البقر يستسقون بها، ويستبرقون من البرق، والثكنة: مجتمع الشعر في لاذنب، وهاجني هذا الشيء وهجته أنا. انتهى. وأشار بهذا إلى ما عليه العرب والحكماء من أنَّ السحاب ينعقد من الأبخرة المتصاعدة من البحار وغيرها في كرّة الزمهرير، ثمَّ يتقاطر مطرًا، ,النيران جمع نار، والثكنة بضم المثلثة وسكون الكاف بعدها نون، وليس في "الصّحاح" و"القاموس" هذا المعنى.

وقوله: فاستوت، كلّها أضمر في استوت ضمير السماء، لكونه معلومًا من المقام، كقوله تعالى: (حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) [ص/ ٣٢] يعني الشمس، قال شارحه: فاستوت يعني السماء، والصبير: السحاب الأبيض يعترض في السماء.

وقوله: فرآها الإله توشم .. الخ، قال شارحه: يقال: أوشمت السماءُ: إذا برقت، وأخالت للمطر، والجناب: الناحية.

وقوله: فقفاها الخ، قال شارحه: قوله: قفاها، أي: رماها من خلفها واكم النبت، أي: لم يدعه يخرج. انتهى. والضمير في "رآها" وفي "قفاها" للسماء، وفاعل قفا ضمير الإله، وواكم النبت: حال من الضمير، وهو اسم فاعل من وكمه بمعنى قَمَعَهُ، يريد: أنَّ السّماء لما بدأت بالإمطار والأرض بالإنبات، قشع الله السحاب، ومنع النبت، والنكير: الإنكار، وأصله: إذ خادعوه خداع النكير، فلمّا حذف المضاف، أعرب بإعرابه، وإذ ظرف لأراهم، وقوله:

سلعًا ما ومثله عشَرًا ما عَائِلًا مًا

<<  <  ج: ص:  >  >>