الشعر لامرئ القيس يرثي بها أبا الأسود، وقال ابن دريد: امرؤ القيس هذا هو ابن عانس قد أدرك الإسلام، والخلي: الخالي من الحزن، وفي "أساس البلاغة": في عينه عوار وعائر، وهو غمصة تمض منها، وقوله: وبات وباتت يريد: وبات كذي العائر الأرمد، وباتت له ليلة كليلته، فاختصر للدلالة عليه؛ ولأنه لا يلتبس إذ المراد تشبيه نفسه في قلقه وجزعه بالأرمد ذي العائر، وتشبيه ليلته في الطول، ووحشته بليلته أيضًا، وقوله: ذلك إشارة إلى تطاول الليل، وما ذكره من المشاق، وهذا في المعنى تفجع وتوجع وإن كان خبرًا. انتهى كلامه.
والخطاب في قوله: تطاول ليلك لنفسه، وهو من الالتفات عند السكاكي، لأن مقتضى الظاهر "ليلى" بالتكلم دون الجمهور، قال التفتازاني: وقد صرح السكاكي بأن في كل بيت من الأبيات الثلاثة التفاتًا.
وامرؤ القيس بن عانس المشهور أنه بالنون ورأيته مصححًا في نسخة "المؤتلف والمختلف" للآمدي بالنون، قال: ومنهم امرؤ القيس بن عانس بن المنذر بن السمط ابن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي، جاهلي، وأدرك الإسلام، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرتد في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وأقام على الإسلام، وكان له عناء في الردة، وهو القائل: