للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ ... طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ ... بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

الله شَرّفَهُ قِدْمًا، وَفَضَّلَهُ ... جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ ... يَزِينُهُ خُلتَان الخُلْقُ وَالكَرَمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ ... كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ

مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ ... في كلّ بَدْءٍ وَمَختومٌ به الكَلِمُ

يُستدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ ... وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ ... أوْ قيل: من خيرُ خَلْقِ اللهِ قيل هم

لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ غَايَتِهِمْ ... وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ ... وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى وَالبأسُ يحتَدِمُ

لا يَقْبَضُ العُسرُ بَسطًا من أكُفّهِمُ ... سِيّانِ ذلك إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا

مَنْ يَعْرِفِ اللهَ يَعْرِفْ أَوَّلِيَّةَ ذا ... الدِّين مِنْ جَدِّ هذَا نَالَهُ الأُمَمُ

إنْ تُنْكِرُوهُ فَإنَّ اللهَ يَعْرِفُهُ ... وَالعَرْشُ يَعْرِفُهُ واللَّوْحُ وَالْقَلَمُ

وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بِضَائِرِه .. العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَالعجَمُ

هذا آخر ما أخرجه ابن عساكر من رواية ابن عائشة، وقد أوردها العيني أيضًا في باب النائب عن الفاعل، وفيها أبيات غير مذكورة فيما تقدم وهي:

كِلْتَا يَدَيْهِ غَياثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا ... تَسْتَوْكِفانِ وَلا يَعْرُوهُمَا عَدَمُ

حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا فُدِحُوا ... حُلوُ الشّمائلِ، يحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ

لا يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقِيبَتُهُ ... رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يَعْتَزِمُ

عّمَّ البَرِيَّةَ بالإحْسَانِ فَانْقَشَعَتْ ... عَنْها العَنَانَةُ وَالإمْلاقُ وَالْعَدَمُ

يَأبى لُهمْ أَنْ يَحُلَّ الذَّمُّ ساحَتَهُم ... خِيمٌ كَرِيمٌ وَأَيْدٍ بالنَّدَى هُضُمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>