للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا لوصلناك، فردها الفرزدق، وقال: يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبًا لله ولرسوله، وما كنت لأرزأك عليه شيئًا، فردها إليه وأقسم عليه في قبلوها، وقال له: قد رأى الله مكانك، وعلم نيتك، وشكر لك، ونحن أهل بيت إذا أنفذنا شيئًا لم نرجع فيه، فقبلها، وجعل الفرزدق يهجو هشامًا وهو في الحبس، فمما هجاه به قوله:

تُحَبِّسُني بَيْنَ المَدِينَةِ وَالتي ... إليْها رِقَابُ النَّاسِ يَهْوِي مُنِيبهُا

يُقَلِّبُ رَأَسًا لَمْ يَكُنْ رَأسَ سَيِّدٍ ... وَعَيْنًا لَهُ حَوْلا بَادٍ عُيُوبُهَا

هذا آخر ما رواه المرتضى رضي الله تعالى عنه، وكذا أورد القصة وهذه الأبيات إبراهيم الحصري في "زهر الآداب"، وقد أورد السيوطي القصيدة برواية ابن عائشة من طريق ابن عساكر، والقصة كقصة الغلابي، وألفاظها سواء، وهي هذه:

هَذَا الّذي تَعْرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ ... البيت

هَذَا عَليُّ رَسُولُ اللهِ وَالِدُهُ ... أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تهْتَدِي الًامَمُ

هَذَا ابنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ ... البيت

إذَا رَأَتْهُ قُرَيْشُ قَالَ قَائِلُهَا ... البيت

يُنْمَى إلى ذِرْوَة العِزِّ التي قَصُرَتْ ... عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلامِ وَالعَجَمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ ... البيت

في كَفِّه خَيْزُرَانٌ رِيُحُه عَبِقٌ ... مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِيِنِه شَمَمُ

يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهابَتِهِ ... البيت

مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الأنبياءِ لَهَ ... وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهُ الأُمَمُ

يَنْشَقُّ نُورُ الهُدَى عَنْ حًسْنِ غُرَّتِهِ ... كالشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إشْرَاقهِا العَتَمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>