للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه مر بمساكين جلوس في الشمس يأكلون على مسح، فسلم عليهم، فردوا عليه، وقالوا: هلم يا ابن بنت رسول الله، فنزل، وقال: إن الله لا يحب المتكبرين، فأصاب معهم، ثم قال: قد دعوتم فأجبنا، ونحن ندعوكم، فمضوا معه إلى منزله، فأطعمهم طعامه، وقسم بينهم كل ما كان عنده، وفيه يقول أبو دهبل- فيما روي- هذه الأبيات:

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ ... البيت

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله ... البيت

إذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ ... البيت

فأما ما يزاد في هذا الشعر بعد هذه الأبيات، فليس منها، إنما هو لداود بن سلم يقوله في قثم بن العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم:

يغضي حياء ... البيت

في كفه خيزران ... البيت

كم صارخ بك من راج وراجية .. البيت

انتهى.

وقد طال الكلام في ذكر ما يتعلق بها من الخلاف في بعض أبياتها، ومن هنا نشرع في غريبها، قوله: يكاد يمسكه عرفان راحته، قال أبو علي في "المسائل البصرية": ينبغي أن يجعل عرفان مفعولًا له، وركن الحطيم: فاعل "يمسك"، وتضيف المصدر إلى المفعول، وتحذف الفاعل، أي: عرفان الركن راحته، كما حذف في (بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ) [ص/٢٤]، وهذا أوضح في المعنى، وإن شئت قلت: يمسكه عرفان راحته ركن، فجعلت العرفان فاعل يمسك، وأضفت المصدر إلى الفاعل، وهو الراحة، ونصبت الركن مفعولًا به، كأنه يمسكه هذا المعنى لا الركن، أي: هذا المعنى كاد يلبثه في هذا الموضع، ويجعله أحق به من غيره، وهذا يحسن إذا كان أكثر لمس الركن بيده، أي: فصار لكثرة ذلك منه عرفت راحته الركن،

<<  <  ج: ص:  >  >>