بكرت على عواذلي ... يلحينني وألومهنه
قال ابن السيرافي: يلحيني: يلمنني على اللهو والغزل, وألومهن على لومهن لي, ويقلن: قد شبت وكبرت, فقلت: نعم, يريد أنه يأتي على علم منه بأمر نفسه, والجيوب: جمع جيب, وهو طوق القميص, والارعواء: النزوع عن الجهل وحسن الرجوع عنه, وكبرت بكسر الباء: بمعنى صرت كبيرًا, والهاء في القوافي للسكتز
وابن قيس الرقيات اسمه عبيد الله بالتصغير, وهو شاعر قرشي, وكان زبيري الهوى, خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان, فقاتل معه إلى أن قتل مصعب, فخرج هاربًا إلى أن جاء إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو يعشي أصحابه, وقال: جئت عائذًا بك, فكتب ابن جعفر إلى زوجة الوليد بن عبد الملك لتشفع لها فشفعها.
قال حماد الرواية: إذا أردت أن تقول الشعر, فارو شعر ابن قيس الرقيات, فإنه أرق الناس حواشي شعر. وسئل بعضهم في التميز بينه وبين عمر ابن أبي ربيعة فأجاب بأن ابن أبي ربيعة أشهر بالغزل, وابن قيس الرقيات أكثر أفانين شعرز
قال أبو عبيد في «النسب»: عبيد الله بن قيس سمي بالرقيات, لأنه كان يشبب بامرأتين كل منهما تسمى رقية. انتهى. وقيل الرقيات لقب قيس والده. وقد تكلمنا عليه, وجمعنا ما للعلماء فيه من الأقوال بما لا مزيد عليه في الشواهد الثالث والثلاثين بعد الخمسمائة من شواد الرضي وذكرنا ترجمته هناك مستوفاة بتوفيق الله تعالى.