وقوله: حتى شآها، الضمير للصوار، قال أبو حنيفة: أي شاقها، وفيه قلب، يقال: شاءنى يشوءني، أي: شاقني، والكليل: البرق الضعيف، وقد يستحب أن يكون كليلًا، والعَمِل، بفتح العين وكسر الميم: الدائب الذي لا يفتر، والطراب: التي استخفها الفرح، والموهن: بعد ساعة من نصف الليل، وضمير بات للبرق الكليل، وقوله: كأنما يتجلى، أي: البرق الكليل، والقوارب، أعالي السحاب، والضرم: ما دق من الخطب فالنار تسرع فيه.
وقوله: حيران يركب .. إلى آخره، قال السكري: يعني هذا السحاب لا يمضي على جهته قد حار، فهو يتردد، وقوله: يخفي تراب الأرض، أي: يظهر ترابها، من خفاه بمعنى أظهره، يعني أن المطر يظهر التراب، وجديد الأرض بالجيم: أرض صلبة لم تحفر، ومنهزم: منخرق، يقول: هذا السحاب قد انخرق بالماء، وقال أبو حنيفة: حيران، أي: لا جهة له، فهو ماكث، وخفاه: أظهره يعني: أن سيله يشق الأرض، فيظهر باطنها، ومنهزم: منشق بالماء.
وقوله: فأسادت دلجًا، قال أبو حنيفة، الإساد: سير الليل كله، وكذلك الدلج، وتحيي لموقعه: يريد تحيي الليل لموقع هذا الغيث تسير إليه، ولم تنتشب: لم تنحبس، أي: لم يَعُقها وعوث الأرض، يعني تحيي ليلتها جمعاء لموقع ذلك السحاب لتبلغه، والوعث: اللين وهو يحبس.
قوله: يتجلى ليلها، أي: بالصباح، وحليف: صاحب، والغرب: الحديد، وأراد به رمحًا حديد السنان، وملتئم: يشبه بعضه بعضًا، لا يكون كعب منه دقيقًا والآخر غليظًا.
وقوله: فافتنها يريد انشق بها في ناحية من "فنن"، وقيل: افتنها: طرحها، ويأفرها: يسوقها، من الأفر، وهو عدو فيه قفز، وأصحرت: صارت في صحارى، وقِفاف جمع قُفّ، بالضم، وهو ما غلظ من الأرض وارتفع، والمعتصم: الملجأ.
وأنحى عليها، أي: أهوى إليها الفارس بالرمح، والشُّراعي، بضم الشين المعجمة: الرمح الطويل، وغادرها: تركها، وتليّ: جمع تليل، كصرعى: جمع صريع وزنًا