للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما أن يقولوا قد أبينا ... وشر مواطن الذمم الإباء

وإن الحق مقطعه ثلاث ... يمين أونفار أو جلاء

فذالكم مقاطع كل حق ... ثلاث كلهن لكم شقاء

فلا مستكرهون لما منعتم ... ولا تعطون إلا أن تشاوؤا

جوار شاهد عدل عليكم ... وسيان الكفالة والتلاء

بأي الجيرتين أجرتموه ... فلم يصلح لكمإلا الأداء

ولم أر معشرًا أسروا هديًا ... ولم أر جار بيتٍ يستباء

وجار البيت والرجل المنادي ... أمام الحي عقدهما سواء

من قصيدة لزهير بن أبي سلمى هجا بها قومًا من بني عليم من غير إساءة إليه, فلما ظهر له ذلك ندم, وحلف أن لا يهجو أهل بيت أبدًا, وكان يقول: ما خرجت بليل إلا خفت أن يرميني الله تعالى من السماء بداهية لهجائي قومًا لا ذنب لهم عندي, وكان سبب الهجو أن رجلًا من بني عبد الله بن غطفان رحل إلى بني عليم, وهم حي من كلب. فنزل بهم فأكرموه وأحسنوا جواره, وكان رجلصا مولعها بالقمار, فنهوه عنه فأبى, فقمر مرة فردوا عليه, ثم قمر أخرى فردوا عليه, ثم قمر ثالثة فلم يردوا عليه, فرحل من عندهم إلى قومه, فزعم أنهم أغاروا عليه, وكان زهير نازلًا في غطفان, فهاجم وذكر صنيعهم به, ويقال: إن ذلك الرجل لما خلع من ماله رجا أن يجوز الخصل, فرهن امرأته وابنه فكان الفوز عليه, قال الأصمعي: فلما بلغهم قول زهير بعثوا إليه بالإبل, وأرسلوا يخبرونه خبر صاحبه ويعتذرون إليه, ولاموه على ما فرط منه, فأرسل

<<  <  ج: ص:  >  >>