للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليهم زهير: والله لقد فعلت وعجلت, وايم الله لا أهجو أهل بيت من العرب أبدًا.

وقوله: وما أدري .. الخ, أصله: وما أدري أقوم آل حصن أم نساء. وجملة: أقوم .. الخ: معلقة عن أدري بهمزة الاستفهام, واعترض بينهما بجملة: وسوف أدري, واعترض بين سوف وبين أدري بجملة إدخال, بمعنى أظن, فهذا اعتراض في أثناء اعتراض, وإخال ملغاة لا عمل لها في جملة الاستفهام لا لفظًا ولا محلًا, وفي قوله: وسوف أدري مبالغة, يقول: لشدة شبههم بالنساء لا يمكن الآن معرفتهم, ويمكن أن أعرفهم في المستقبل بمزاولة فكر. وفي قوله: إخال مبالغة أخرى, فإن القدرة على معرفتهم في المستقبل أمر ظني قد يتخلف, وهذا من باب التشكك, وهو من ملح الشعر وظرف الكلام, وله في النفس حلاوة وحسن موقع, بخلاف ما للغلو والإغراق, وفائدته الدلالة على قرب الشبهين, حتى لم يفرق بينهما ولا ميز أحدهما من الآخر, فقد أظهر أنه لم يعلم أهم رجال أم نساء؟ وهذا أملح من أن يقول: هم نساء, وأقرب إلى الصدق, وهو من أمض الهجاء.

قال الأعلم في «شرح الأشعار السنة»: يهزأ بهم ويتوعدهم, ويريد: إن كانوا رجالا فسيوفون بعهدهم, ويبقون على أعراضهم, وإن كانوا نساء فمن عادة النساء الغدر وقلة الوفاء.

وفي البيت دليل على أن القوم مختص بالرجال كما قال الجوهري, وقال: وربما دخل النساء فيه على طريق التبع, لأن قوم كل نبي رجال ونساء. وفي «القاموس»: القوم: الجماعة من الرجال والنساء معًا, أو الرجال خاصة, أو يدخله النساء على التبعية. انتهى. ولكون الأول هو الراجح عنده قدمه, وهو الظاهر, لأن المرأة أيضًا قيمة بينها, وإليه ذهب أبو عبد الله حمزة بن الحسن في كتاب «التثنية على حدوث التصحيف» قال: ادعى قوم من أهل اللغة

<<  <  ج: ص:  >  >>