للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن الديار بقنة الحجر ... الأبيات الثلاثة

دع ذا وعد القول في هرم .. البيت

قال: فأطرق المهدي ساعة، ثم أقبل علي، فقال: قد بلغ أمير المؤمنين عنك خبر لا بد من استحلافك عليه، ثم استحلفه بأيمان البيعة ليصدقنه عما سأله عنه، فحلف حماد له، فلما توثق منه، قال له: اصدقني عن حال هذه الأبيات، ومن أضافها إلى زهير، فأقر له حينئذ أنه قالها، فأمر فيه وفي المفضل بما أمر به من شهر أمرهما وكشفه. إلى هنا كلام صاحب "الأغاني".

وحماد هذا هو ابن ميسرة مولى بني شيبان، وكان من أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها وأشعارها وأنسابها ولغاتها، وكانت ملوك بني أمية تقدمه وتؤثره وتستزيره، وقال له الوليد بن يزيد: بما استحققت هذا اللقب، فقيل لك: حمادة الراوية؟ قال: لأني أروي لكل شاعر يعرفه أمير المؤمنين أو سمع به، ثم أروي لأكثر ممن لا تعرفهم، ولا سمعت بهم، ثم لا أنشد شعراً لقديم أو لمحدث إلا ميزت القديم والمحدث، قال: إن هذا لعلم كثير، فكم مقدار ما تحفظ من الشعر؟ قال: كثير، ولكني أنشدك على أي حرف شئت من حروف المعجم مائة قصيدة طويلة سوى المقطعات من شعر الجاهلية، قال: سأمتحنك، وأمره الوليد بالإنشاد، فأنشده حتى ضجر الوليد، ثم وكل به من استحلفه أن يصدقه عنه، ويستوفي عليه، فأنشده ألفي قصيدة وتسعمائة قصيدة للجاهليين، وأخبر الوليد بذلك، فأمر له بمائة ألف درهم. وقد بسطنا ترجمته في ذلك الشاهد من شواهد الرضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>