للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التنوخي المعري، قال: ابتدأ بالواو، والابتداء بها كثير في الرجز، فأما القصائد من غير الرجز، فلا يكثر ابتداؤها بالواو، كما يكثر في الأراجيز، إلا أنهم ربما جاؤوا به كما قال أبو داود الإيادي:

وقد أغتدي في بياض الصباح ... وأعجاز ليل مولي الذنب

ولو حذف الواو لجاز وكان ذلك خرماً، وقال أيضاً:

وكل حصن وإن طالت سلامته ... يوماً ستدخله النكراء والحوب

وقد رواه بعض الناس بحذف الواو، وذلك لا يجوز في رأي الخليل، لأن الخرم لا يجوز عنده في هذا الوزن، وقال أبو زبيد الطائي:

ولقد مت غير أني حي ... يوم ولت بودها الخنساء

فابتدأ بالواو، وحذفها قبيح، ولم يروه أحد، وهذا البيت في ديوان الأسود ابن يعفر:

وخالد يحمد ساداتنا ... بالحق لا يحمد بالباطل

والبيت في أول قصيدة، وقد روي بحذف الواو، وذلك غير جائز عند الخليل، ويستشهدون بهذا البيت، لأن خالداً مرفوع، كأنه لما ابتدئ به حمل على الابتداء وإرادة الهاء، كأنه قال: خالد يحمد ساداتنا، والواو في قوله: وقاتم، يسميها النحويون واو رب، وعندهم أن رب مضمرة بعدها، وكان محمد بن يزيد يزعم أن الواو خلف من رب، لأن عوامل الخفض لا تضمر، والقاتم الذي لونه لون القتام وهو الغبار، وإذا كان الفعل متصرفاً وجاء اسم الفاعل على فاعل أو فعل أو فعل، جاز أن يوضع مكانه أفعل، كقولهم: الغبار القاتم، والغبار الأقتم، وكذلك تقول: هذا الرجل الوجل والأوجل، والظريف والأظرف، والحسن والأحسن، ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>