للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيت أول أبيات خمسة لزيد الخيل الطائي الصحابي، وبعده:

أم هل تركت نهيكاً فيه نافذة ... قلاسة تنفد الطلاء بالغذم

والحارث بن شهاب عند معترك ... رهن المقامة للعرجاء والرخم

إنا كذلك إذ ما أزمة أزمت ... نعصى بكل رقيق حده خذم

وكل مشترف نهد وسلهبة ... يقد عن عند اعتراك القوم باللجم

وهذه الأبيات قالها في إغارة أغارها على بني يربوع، فأصاب منهم، وقتل وسبى.

وسائل: أمر بالمسائلة، وفوارس: جمع فارس شذوذاً، ويربوع: أبو حي من تميم، والباء بمعنى "عن" والشدة، بفتح الشين: الحملة، وروي بكسرها، وسفح الجبل: أسفله، والقاع: المستوي من الأرض، والأكم، بفتحتين، واحدها أكمة: وهي ما ارتفع عن الأرض، ولا يبلغ أن يكون جبلاً، وروي في ديوانه: "بسفح القف" بضم القاف. وهي حجارة غاص بعضها ببعض لا يخالطها سهولة، وهو جبل غير أنه ليس بطويل في السماء، فيه إشراف على ما حوله، وفيه حجارة عظام. وقول السيرافي وغيره يرويه: "أما هل رأونا" لا يفيده، فإن رواية: "أهل" قد نقلها الثقات، وهي ثابتة في نسخة ديوانه التي عندي، وهي نسخة قديمة صحيحة.

وقوله: أم هل تركت نهيكاً .. إلى آخره، أم: للأضراب المجرد، وتركت بضم التاء، ونهيكاً، بفتح النون وكسر الهاء: اسم رجل من بني يربوع، ونافذة، بالذال المعجمة، أي: طعنة نافذة نفذت منه، وقلاسة، بفتح القاف وتشديد اللام والسين مهملة، قال جامع ديوانه، أي: تقذف بالدم، وفي " القاموس": القلس: غثيان النفس، [وقذف الكأس] والبحر امتلاء، والفعل كضرب، وبحر قلاس: زخار. وتنفد، بضم التاء وكسر الفاء والدال المهملة، مضارع أنفده، أي أفناه وفرغه، وهو متعدي نفد ينفد من باب تعب –نفاداً: فني وانقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>