للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: ما صنعت شيئاً، إنما زدت في حزني فقال:

لئن جزع الحجاج ما من مصيبة ... يكون لمحزون أجل وأوجعا

من المصطفى والمصطفى من خيارهم ... جناحيه لما فارقاه فودعا

أخ كان أغنى أيمن الأرض كلها ... وأغنى ابنه أهل العراقين أجمعا

جناحا عقاب فارقاه كلاهما ... ولو نزعا ممن غيره لتضعضعا

قال: الآن. أما قوله: "إلا الخلائف من بعد النبيين" فخفض هذه النون وهي نون الجمع، وإنما فعل ذلك، لأنه جعل الإعراب فيها لا في ما قبلها، وجعل هذا الجمع كسائر الجمع نحو: أفلس ومساجد وكلاب، فإن إعراب هذا كإعراب الواحد، وإنما جاز ذلك، لأن الجمع يكون على أبنية شيء، وإنما يلحق منه بمنهاج التثنية ما كان على حد التثنية، لا يكسر الواحد عن بنائه، وإلا فلا، فإن الجميع كالواحد لاختلاف معانيه كما تختلف معاني الواحد، والتثنية ليست كذلك، لأنها ضرب واحد لا يكون اثنان أكثر من اثنين عدداً كما يكون الجمع أكثر من الجمع. انتهى المراد منه.

وقوله:

إن الرزية لا رزية مثلها

الرزية: المصيبة، وأصلها الهمز، وهذا المصراع قد تداوله الشعراء في مقاصدهم، وأول من قاله زهير بن أبي سلمى، وبعده:

ما تبتغي غطفان يوم أضلت

وأخذه كالفرزدق النعمان بن زرعة التغلبي الجاهلي، وكان له أخوان

<<  <  ج: ص:  >  >>