خرجا من عنده من الأنبار يريدان قومهما، فأصابتهما سرية كلت، فقال النعمان في ذلك:
إن الرزية لا رزية مثلها ... إخواي إذ فقدا بيوم واحد
وبعده أبيات أربع، ومنه أخذ الفرزدق، وقد أخذه أبو نواس أيضاً، حكى الجاحظ في كتاب "المحاسن والمساوئ" وقال: حدثنا الحمال، قال: كنت يوماً على باب عدي الدراع، فمر بي أبو نواس شبيهاً بالمجنون، وإذا خلفه غلام كأنه مهر عربي، فقلت له: مالك؟ فقال:
إن الرزية لا رزية مثلها ... عوز المكان وقد تهيا المركب
فعدلت به وبالغلام، فأقاما سائر يومهما عندي. انتهى.
وفقدان، بكسر الفاء، مصدر فقدته فقداً وفقداناً، من باب ضرب: إذا عدمته، فله مصدران، والمنون: الدهر، والمنية أيضاً، قال ابن الأنباري في كتاب "الأضداد": المنون تؤنثها العرب وتظل على معنى المنية، وتذكرها على معنى الدهر، وكان الأصمعي يروي بيت أبي ذؤيب:
أمن المنون وريبه تتوجه ... البيت
ويقول: أراد بالمنون: الدهر، ورواه غير الأصمعي:
أمن المنون وريبها تتوجع
على معنى المنية، وقال الفرزدق: وأنشد البيتين قال: وأراد بالمحمدين: أخا الحجاج وابنه. انتهى.