وقال اليزيدي في "نوادره": أنشدنا أبو جعفر، قال: أنشدني أبو توبة في قول العرب: حببت الرجل فأنا أحبه ومحبوب من هذا، وأحببته فهو محب:
أحب أبا الغضبان من حب تمره ... وأعلم أن الرفق بالجار أوفق
فوالله لولا تمره ما حببته ... ولو كان أدنى من عبيد ومشرق
انتهى. وفي هذه الرواية لا شاهد فيه، و"لو" فيه وصلية، وأحب بفتح الألف وكسر الحاء، وأوفق: بالواو. وفي "أمثال الميداني": "صنعة من طب لمن حب"، أي: اصنع هذا الأمر لي صنعة من طب لمن حب، أي: صنعة حاذق لإنسان يحبه. يضرب في التنوق في الحاجة، واحتمال التعب فيها، وإنما قال حب لمزاوجة طب، وإلا فالكلام: أحب، وقال بعضهم: حببته وأحببته لغتان، وأنشد:
ووالله لولا تمره ما حببته ... ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
وهذا إن صح شاذ نادر.
وقال ابن بري في أماليه على "صحاح الجوهري": هذان البيتان لعيلان بن شجاع النهشلي، وكان أبو العباس المبرد يرويه:
وكان عياض منه أدنى ومشرق
فعلى هذه الرواية لا يكون فيه إقواء. انتهى.
وعيلان، بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية، وعبيد بالتصغير، ومشرق: اسم فاعل من الإشراق، وهما ابنا الشاعر، وما أكثر اختلاف الروايات في كلمات هذين البيتين.