يقف [على وي]، ويعقوب يقف على "ويك" وهو مذهب أبي الحسن، والوجه فيه عندنا قول الخليل وسيبويه وهو أن "وي" على قياس مذهبهما اسم سمي به الفعل، فكأنه اسم أعجب، ثم ابتدأ، فقال:(كَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ) و (ويْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)[القصص/ ٨٢] فكأن هنا إخبار عار من معنى التشبيه، ومعناه: إن الله يبسط الرزق. [و "وي" منفصلة من كأن] وعليه بيت الكتاب:
وي كأن من يكن له نشب يحبب ... البيت
هذا كلامه. وهو خلاف ما صرح به سيبويه، قال: سألت الخليل عن قوله تعالى: (ويْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ)[القصص/٨٢] وعن قوله تعالى: (ويْكَأَنَّ اللَّهَ)[القصص/٨٢] فزعم أنها مفصولة من كأن، والمعنى: وقع على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم، أو نبهوا فقيل لهم: أما يشبه أن يكون هذا عندكم كذا! والله أعلم. وأما المفسرون، فقالوا: ألم تر أن الله، وقال زيد بن عمرو بن نفيل:
وي كأن من يكن له ... .. البيت
انتهى. قال النحاس: يريد أن معنى "وي" تنبيه، يقولها الإنسان حين يستنكر أمراً أو يستعظمه، فيقول: وي، فتكون "ويكأن" مركبة من "وي" للتنبيه، ومن "كأن" للتشبيه، وكذلك قال الأعلم، وقد أوردنا أقوال العلماء، والبحث فيها مبسوطاً في الشاهد الثامن والسبعين بعد الأربعمائة من شواهد الرضي، والبيت من شعر لزيد بن عمرو بن نفيل، وهو: