للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرف النداء في قولك: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة, ولست تناديه, وإنما تخصه فتجريه على حرف النداء, لأن النداء فيه اختصاص, فيشبه به الاختصاص لا لأنه منادى. انتهى.

ولما رأى ناظر الجيش المخالفة بين كلامي ابن مالك, حاول التوفيق بينهما, فقال في «شرح التسهيل»: لأا شك أن المسألة تحتاج إلى تحقيق, ويظهر أن يقال: إن «ما أبالي» يمكن أن يقال لإرادة معنى التسوية بالكلام الي هي فيه, بمعنى أن الأمرين المذكورين بعدهما مستويان عند المتكلم بهما, ويمكن أن يقال: لإرادة عدم المبالاة, أي: لا أبالي فعلك, وكذا لا أدري يمكن أن يراد بهما استواء الأمرين عند المتكلم بها, بمعنى أنهما استويا عنده في عدم العلم, ويمكن أن يراد بها عدم الالتفات, والمعنى حينئذ يرجع إلى معنى عدم المبالاة, وإذا كان كذلك, كان لكل من الكلمتين اعتباران فيحسن الاستشهاد بهما لمعنى التسوية, وللمعنى الآخر.

هذا كلامه. فعلى ما ذكرنا, كيف يجوز تغليط ابن الشجري مع إمامته, وهو في ذلك تابع لكلام سيبويه وأصحابه! وعلى فرض أنه لم يوجد لسيبويه نص ينزل على نحو ما ذكره ناظر الجيش, وما قاله ابن الشجري في بيت زهير أورده في موضعين من «أماليه» أولهما في المجلس الرابع والثلاثين في بحث همزة الاستفهام وثانيهما في المجلس السابع والسبعين في بحث «أم».

وقول المصنف: وأن الكلام معها قابل للتصديق والتكذيب لأنه خبر .. الخ, منقوض بصور وقعت فيها أم متصلة بعد همزة ليست للتسوية ولا للاستفهام الحقيقي بل للإنكار أو التعجب, وقد ذكره المصنف في قوله تعالى: {أمن هو قانت} [الزمر/٩] وأم المقدرة فيه متصلة وتقديرها: أمن هوقانت خير أم هذا الكافر,

<<  <  ج: ص:  >  >>