للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحانيق: التي ضمرت بعد سمن، وخص المستأجرات من النوائح للمعنى الذي ذكرناه. انتهى كلامه. وهو رد لقول الأصمعي فيما نقله ابن الأنباري في "كتاب الأضداد" عنه قال فيه: قال الأصمعي: سواها: نفسها، ولو كان سواها غيرها: لكان قد قصر في صفة الناقة، وإنما أراد امرأة تبكي على حميمها ولم يرد نائحة مستأجرة. هذا كلامه، وتبعه ابن السيد فقال: سواها، ههنا، نفسها. وكلام [ابن] السيد مؤيد بالدليل، ووافق لنفس الأمر؛ فإن النائحة تسرع اللطم على وجهها، والضرب على صدرها بتصنع، وتعمل لتثير حزن نساء الميت، ويفعلن فعلها، وقد شاهدنا هذا في صغرنا مراراً من النائحات، قاتلهن الله تعالى، وقد أورد المبرد البيتين الأخيرين في "الكامل". قال ابن السيد: أنشدهما أبو حاتم في صفة حمامة وزاد بعدهما:

متحرفاً عن مذرويها المردع

وهو من صفة النائحة، والمذروان: طرفا الألية، والمدرع، بالكسر: ثوب كالدراعة، لا يكون إلا من صوف، قال: والذي قاله أبو حاتم غلط؛ لأن الرجز ليس في وصف حمامة، ولا في وصف ناقة أيضاً، كما ذهب إليه أبو العباس، وإنما يصف جملاً أو فرساً، لأن قبله: يا ليت شعري .. إلى قوله: ميلع. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>