للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أنيلي واذكري من مودة ... لنا خلة كانت لديك فطلت

وإني وإن صدت لمثن وصادق ... عليها بما كانت إلينا أزلت

فما أنا بالداعي لعزة بالجوى ... ولا شامت إن نعل عزة زلت

فلا يحسب الواشون أن صبابتي ... بعزة كانت غمرة فتجلت

فأصبحت قد أبللت من مدنف بها ... كما أدنفت هيماء ثم استبلت

والله ثم الله ما حل قبلها ... ولا بعدها منخلة حيث حلت

وما مر من يوم علي كيومها ... وإن عظمت أيام أخرى وجلت

فأنحت بأعلى شاهق من فؤاده ... فلا القلب يسلاها ولا العين ملت

فيا عجباً للقلب كيف اعترافه ... وللنفس لما وطنت كيف ذلت

وإني وتهيامي بعزة بعدها ... تخليت مما بيننا وتخلت

لكالمرتجي ظل الغمامة كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت

كأني ,إياها سحابة ممحل ... رجاها فلما جاوزته استهلت

قال أبو علي: المأزمان: عرفة والمزدلفة، وأناديك: أجالسك، مأخوذ من الندي والنادي جميعاً، وهو المجلس، وميعة كل شيء: أوله. والصفوح: المعرضة، وبلت: ذهبت. قال أبو علي: ما أعرف بلت ذهبت إلا في تفسير هذا البيت، والعتبى: الإعتاب. يقال عاتبني فلان فأعتبته، إذا نزعت عما عاتبك عليه، والعتبى: الاسم، والإعتاب: المصدر، وقوله: وطلحت، الطليح: المعيى الذي قد سقط من الإعياء، وطلت: هدرت، وأذلت: اصطنعت، ويقال: بل من مرضه وأبل واستبل: إذا برأ، واعترافه: اصطباره، يقال: نزلت به مصيبة فوجد عروفاً، أي صبوراً، والعارف: الصابر، هذا ما أورده أبو علي القالي، وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>