بالبادية، وقيل: خرج إل حيث لا يدرى. وقول المصنف: ويمكن أن تكون هذه الجملة حالية .. إلخ، هذا قول ابن جني، فإنه لم يرض بجعلها اعتراضية، قال في باب الاعتراض من "الخصائص": هذا البيت لا اعتراض فيه، وذلك أن الاعتراض لا موضع له من الإعراب، ولا يعمل فيه شيء من الكلام المعترض به بين بعضه وبعض على ما تقدم. فأما قوله:"وقد أتى حول جديد" فذو موضع من الإعراب، وموضعه النصب بما في كأن من معنى التشبيه، ألا ترى أن معناه: أشبهت، وقد أتى حول جديد حمامات مثولاً، أو: أشبهها –وقد مضى حول جديد- بحمامات مثول، أي: أشبهها في هذا الوقت، وعلى هذه الحال بكذا. انتهى كلامه.
وقد أنشد أبو زيد هذا البيت في أواخر "نوادره" ثالث أبيات لأبي الغول الطهوي، وهي:
أما تنفك تركبني بلومى ... لهجت بها كما لهج الفصيل
أتنسى –لا هداك الله- سلمى ... وعهد شبابها الحسن الجميل
كأن وقد أتى حول جديد ... أثافيها حمامات مثول
لومى: فعلى، من اللوم، مثل: عطشى. انتهى. يريد أنه مصدر أنث بالألف المقصورة، وقد جاء تأنيثه بالألف الممدودة أيضاً، قال أبو العيال الهذلي: