للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في "معجم ما استعجم": سويقة: هي قريبة من المدينة المنورة، وبها كانت منازل بني حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وحدثنا يموت بن المزرع عن ابن الملاح، عن أبيه، عن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم، عن موسى بن عبد الله بن حسن قال: خرجت من منازلنا بسويقة جنح ليل، وذلك قبل خروج محمد أخي، فإذا أنا بنسوة توهمت أنهن خرجن من دارنا، فأدركتني الغيرة عليهن، فاتبعتيهن؛ لإنظر أين يردن، حتى إذا كن بطرف الحي، فالتفتت إلي إحداهن وهي تقول:

سويقة بعد ساكنها يباب ... لقد أمست أجد بها الخراب

فقالت لهن: أمن الإنس أنتن؟ فلم يراجعنني، فخرج محمد بعد هذا، فقتل وخربت ديارنا، وبالإسناد عن إسماعيل قال: لقيني موسى بن عبد الله فقال لي: هلم حتى أريك ما صنع بنا بسويقة، فانطلقت معه، فإذا نخلها قد عضد من آخره، وديارها ومصانعها قد خربت؛ فخنقتني العبرة، فقال: إليك، فنحن والله كما قال دريد بن الصمة:

تقول ألا تبكي أخاك وقد أرى ... مكان البكا لكن جبلت على الصبر

ثن أنشد البكري هذا البيت الشاهد:

ورواه أبو طالب في "الفاخر": "نعف سويقة" وقال: قال الأصمعي: النعف: ما ارتفع عن الوادي إلى الأرض، وليس بالغليظ، وأنشد الفرزدق:

ألم تر أني يوم نعف سويقة

والنعف، بفتح النون وسكون العين المهملة، وآخره فاء. وقوله: "بكيت" هو الناصب ليوم جو سويقة، فإنه يتعدى بنفسه، يقال: بكيته، وإنما بكى لأجل

<<  <  ج: ص:  >  >>