للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لفظ الألوكة، وفيه قلب، ورسالة: بدل من السلام، كأنه قال: ألكني إلى قومي رسالة، والآية: العلامة، وما: جحد، والعزل: جمع أعزل، وهو الذي ليس معهم السلاح، وسيئي: منصوب معطوف على ما تقدم. وقوله: تلبسوا، يريد به لبسوا ثيابهم، وإلى حاجة: متعلق به، والمخيسة: المذلله من الإبل، والمحبوسة، ونصب مخيسة بإضمار فعل، كأنه قال: إذا ما تلبسوا وركبوا مخيسة بزلاً، ويجوز أن ينصب بـ "تلبسوا"، ويكون تقديره: إذا لبسوا يوماً مخيسة، يريد: شدوا عليها الرحال وزينوها، ويكون مثل قولهم: بينت الشيء وتبينته: إذا استبنته في معنى واحد، والبزل: جمع بازل وهو جمع غريب، وهو الذي مضت له تسع سنين، ودخل في العاشرة، والذي وقع في شعره:

إلكني إلى قومي السلام ورحمة الإله فما كانوا ضعافاً ولا عزلاً

ولا سيئي زي إذا ما تلبسوا ... لبعض الهوى أدما مخيسة بزلا

انتهى كلام ابن خلف.

وقال المصنف: ينبغي أن يكون ألكني على حذف الجار، أي: ألك عني، والزي، بالكسر: اللباس والهيئة.

والشاعر هو: عمرو بن شأس، بن عبيد بن ثعلبة الأسدي، وعمرو له صحبة، وشهد القادسية، وله فيها أشعار، قال ابن الأعرابي: عمرو بن شأس الأسدي أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، وكان له ابن يسمى عراراً –بمهملات- من أمة له سوداء، وكانت له امرأة تعير عراراً بسواده، وتشتمه وتؤذيه، وجهد عمرو أن يصلح بينهما، فلم يقدر، وجعل الشر يزيد بينهما، فقال لها: يا أم حسان أرى تحاملك على ابني عرار، وتعييرك له بالسواد! فكفي عنه، فلم تقبل، فطلقها، وقال قصيدة منها:

<<  <  ج: ص:  >  >>