للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته، فينحن إذا مات أو قتل. انتهى كلامه. وفي "القاموس": البلية: الناقة يموت ربها، فتشد عند قبره حتى تموت، كانوا يقولون: حتى يحشر عليها صاحبها. انتهى.

وروى أبو علي القالي في شرح هذا الديوان: فأبلوني بلاءكم. وقوله: نويا الألف للإطلاق، وأصله نواي، فقلبت الألف ياء، وأدغمت في ياء المتكلم، وهي لغة هذيل، وقرئ بها في الشواذ في "هداي" من سورة البقرة [الآية/ ٣٠]، قال ابن جني في "المحتسب": ومن ذلك قراءة النبي، صلى الله عليه وسلّم، وأبي الطفيل وغيره "هدي"، وهذه لغة فاشية في هذيل وغيرهم أن يقلبوا الألف في آخر المقصور إذا أضيفت إلى ياء المتكلم ياء، قال لي أبو علي: وجه قلب هذه الألف لوقوع ياء ضمير المتكلم بعدها أنه موضع ينكسر فيه الصحيح نحو: هذا غلامي، ورأيت صاحبي، فلما لم يتمكنوا من كسر الألف، قلبوها ياء، فقالوا: هذه عصي وهذه قفي، أي: عصاي وقفاي، وشبهوا ذلك بقولك: مررت بالزيديون لما لم يتمكنوا من كسر الألف للجر، قلبوها ياء، ولا يجوز على هذا أن تقلب ألف التثنية لهذه الياء، فتقول: هذان غلامي، لما فيه من زوال علم الرفع، ولو كانت ألف عصاي ونحوها علماً للرفع؛ لم يجز فيها عصي. انتهى.

وقال أيضاً في سورة يوسف: قرأ أبو الطفيل وغيره: "يا بشري" هذه لغة فاشية، قال لي أبو علي: إن قلب هذه الألف لوقوع الياء بعدها ياء، كأنه عوض مما كان يجب فيها من كسرها لياء الإضافة بعدها، ككسرة ميم غلامي، وباء صاحبي، ومن قلب هذه الألف لوقوع هذه الياء بعدها ياء لم يفعل ذلك في ألف التثنية، نحو:

<<  <  ج: ص:  >  >>