للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمضوا إلى أبي دواد، وأعطوه حتى رضي، وزعموا أن هلالاً قال لأبي دواد: احتكم عليهم حكم الصبي على أهله. انتهى.

وكعب هذا هو أحد الأجواد المشهورين. قال ابن السيد، فيما كتبه على "كامل المبرد": كعب ابن مامة الإيادي هو جار أبي دواد الذي ضرب به المثل، فقال فيه الشاعر:

أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دواد

وقيل: بل هو الحارث بن همام، وكان أسر أبا دواد وناساً من قومه، فأطلقهم، وأكرم أبا دواد، وأجاره فمدحه أبو دواد، فأعطاه، ومات له ابن، فوداه، وحلف أن لا يذهب له شيء إلا أخلفه له، ويقال: إن ولداً لأبي دواد لعب مع صبيان في غدير، فغمسوه، فمات، فقال الحارث: لا يببقى صبي في الحي إلا غرق، فودي ابنه بديات كثيرة. انتهى كلامه.

والجار معناه: المجير والمستجير أيضاً. وجوار بضم الجيم، قال صاحب "المصباح": وجاوره مجاورة وجواراً من باب قاتل، والاسم الجوار بالضم: إذا لاصقه في السكن، وقوله: فأبلوني بليتكم .. إلى آخره، قال الأزهري في "التهذيب": يقال: أبلاه الله يبليه [إبلاء حسناً]: إذا صنع به صنيعاً جميعاً، والبلاء: الاسم، والبلية: الناقة التي تعقل عند قبر صاحبها، فلا تعلف حتى تموت، وجمعها: البلايا. وكان أهل الجاهلية فعالين لذلك، ويقال: قامت مبليات فلان ينحن عليه،

<<  <  ج: ص:  >  >>