للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه حمله على اللفظ دون الموضع، وكان الحمل على اللفظ أولى، لظهوره في اللفظ وقربه، ولأن ما لا يظهر إلى اللفظ لانتفاء ظهوره، قد يكون في بعض المواضع بمنزلة ما لا حكم له، وزعموا أن في حرف أبي "فأصدق وأكون". انتهى كلامه.

وأورده ابن جني أيضاً في باب الساكن والمتحرك من "الخصائص" قال: وأما قول أبي دواد:

فأبلوني بليتكم لعلي .. البيت.

فقد يمكن أن يكون أسكن المضموم تخفيفاً واضطراراً، ويمكن أيضاً أن يكون معطوفاً على موضع لعلي، لأنه مجزوم جواب الأمر، كقولك: زرني فلن أضيعك حقك وأعطك ألفاً، أي: زرني أعرف حقك وأعطك ألفاً. انتهى.

والبيت ثاني بيتين لأبي دواد الإيادي، وقبله:

ألم تر أنني جاورت كعباً ... وكان جوار بعض الناس غيا

قال شارح ديوانه: زعموا أن أبا دواد جاور هلال بن كعب بن مالك بن حنظلة ابنمالك بن زيد مناة بن تميم، وكان –زعموا- قد أسن، وأتى عليه دهر طويل، فبينما الغلمان يلعبون في مستنقع ماء، ويتغاطسون إذ غطسوا ابن أبي دواد، فمات في ذلك الغطاس، فقال أبو دواد هذين البيتين. ونوى: أراد نواي من النية. والنية: الوجه الذي تريده، وأستردج: من قولك: رجع أدراجه، أي: من حيث جاء، وإنما كان أستردج بالرفع، فسكن لكثرة الحركات، فلما سمع هذا الشعر هلال أمر بنيه، فأخرجوه إلى نادي قومه، فقال: ألا تروني: لا والذي يحلف به لا يبقى غلام شهد ابن أبي دواد إلا قتلته بابن أبي دواد حى يرضى،

<<  <  ج: ص:  >  >>