في موضع فعل مجزوم، حمل قوله:"وأكن عليه، ومثل ذلك قول الشاعر:
أني سلكت فإنني لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
فحمل قوله: وأزدد، على موضع قوله: فإنني لك كاشح، ومثله قول الآخر: وأظنه أبا دواد:
فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
انتهى كلامه.
وأورد في سورة المنافقية أيضاً قال: قرأ أبو عمرو: "وأكون" وحده بواو، وقرأ الباقون و"أكن" بغير واو. من قال: "فأصدق وأكن" عطف على موضع قوله: "فأصدق" لأن "فأصدق" في موضع فعل مجزوم، ألا ترى أنك إذا قلت: أخرني أصدق، كان جزماً بأنه جواب الجزاء، وقد أغنى السؤال عن ذكر الشرط، والتقدير: أخرني، فإن تؤخرني أصدق، فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم بأنه جزاء الشرط، حمل قوله "وأكن" عليه مثل ذلك قراءة من قرأ: (مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ ويَذَرُهُمْ)[الأعراف/ ١٨٦] لما كان "لا هادي" في موضع فعل مجزوم حمل "يذرهم" عليه، ومثل ذلك قول الشاعر:
فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا
حمل "وأستدرج" على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من لعلي، وكذلك قوله:
أياً سلكت فإنني لك كاشح ... وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد
حمل "وأزدد" على موضع الفاء وما بعدها، فأما قول أبي عمرو "وأكون"