للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالدخول أن يكون معطوفاً على موضع الفاء، ولم يقرأ به أحد. ومثله: (فَأَصَّدَّقَ وأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون/ ١٠] ومثله قول الشاعر:

فأبلوني بليتكم لعلي .. البيت

فجزم، لأنه نوى الرد على "لعلي" انتهى كلامه.

وأنشده أيضاً أبو علي الفارسي في مواضع من "الحجة" فأول موضع أنشده فيه عند قوله تعالى: (ويُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ) [البقرة/ ٢٧١] قال: من قرأ: "ونكفر عنكم" فرفع كان رفعه من وجهين، أحدهما: أن يجعله خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ونحن نكفر، والأخر: أن يستأف الكلام ويقطعه مما قبله، فلا يجعل الحرف العاطف للإشراك، ولكن لعطف جملة على جملة. وأما من جزم، فإنه حمل الكلام على موضع قوله: (فهو خير لكم) لأن قوله: (فهو خير لكم) في موضع جزم، ألا ترى أنه لو قال: وإن تخفوها يكن أعظم لأجركم؛ لجزم، فقد علمت أن قوله: "خير لكم" في موضع جزم، فحمل قوله "ونكفر"على الموضع، ومثل هذا في الحمل على الموضع أن سيبويه زعم أن بعض القراء قرأ: (مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ ويَذَرُهُمْ) [الأعراف/ ١٨٦] لأن قوله: "فلا هادي له" في أنه في موضع جزم، مقل قوله: "فهو خير لكم" ومثله في الحمل على الموضع قوله تعالى: (لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وأَكُن) حمل قوله: "وأكن" على موضع قوله: "فأصدق" لأن هذا موضع فعل مجزوم، ولو قال: إلى أجل قريب أصدق، لجزم، فإذا ثبت أن قوله: "فأصدق"

<<  <  ج: ص:  >  >>