للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسليمن بطرح الألف، والقراءة بإثباتها، وقد أسقطت الواو من: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) [العلق/ ١٨]، ومن قوله: (ويَدْعُ الإنسَانُ بِالشَّرِّ) الآية [الإسراء/ ١١] والقراءة على نية إثبات الواو، فهذا شاهد على جواز: (وأكون من الصالحين).

وقال بعض الشعراء:

فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نويا

فجزم "وأستدرج" فإن شئت رددته إلى موضع الفاء المضمرة في لعلي، إن شئت جعلته في موضع رفع، فسكنت الجيم لكثرة توالي الحركات، وقد قرأ بعض القراء: (لا يحزنهم الفزع الأكبر) بالجزم، وهو ينوون الرفع، وقرؤوا: (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) والرفع أحب إلي من الجزم. وهذا آخر كلامه.

وقال أيضاً في سورة المنافقين، يقال: كيف جزم "وأكن" وهي مردودة على فعل منصوب، فالجواب في ذلك أن الفاء لو لم تكن في "فأصدق" كانت مجزومة، فلما رددت وأكن، ردت على تأويل الفعل لو لم تكن فيه الفاء، ومن أثبت الواو، رده على الفعل الظاهر فنصبه، وهي في قراءة عبد الله: (وأكون من الصالحين) وقد يجوز نصبها في قراءتنا، وإن لم تكن فيها الواو؛ لأن العرب تسقط الواو في بعض الهجاء، كما أسقطوا الألف من سليمان وأشباهه، ورأيت في بعض مصاحف عبد الله: (فقولا) فقلا بغير واو. انتهى كلامه.

وآخر موضع أورده عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ) [الآية/ ٨] من سورة التحريم قال: ولو قرأ قارئ: (ويدخلكم) جزماً، لكان وجهاً، لأن الجواب في "عسى" فيضمر في "عسى" الفاء، وينوي

<<  <  ج: ص:  >  >>