وتوهموا اللعب الوغى والطعن في الهيجاء غير االطعن في الميدان
وجاز أن يبدل قوله: وقد نهلت منا المثقفة، وإن كان جملة من فعل وفاعل من قوله: والخطي يخطر بيننا، وإن كان جملة من مبتدأ وخبر، من حيث كانت "قد" تقرب الماضي من الحاضر، والحاضر كما ترى كالاسم، ونظيرها قولك: زرتني والخوف شاغل، وقد أحجم كل أحد عن الزيارة. ويجوز أن يكون قوله: وقد نهلت حالاً من الضمير المجرور في "بيننا" فلا يكون إذن بدلاً مما قبله. انتهى كلامه.
ومنه علم أن صاحب القيل هو ابن جني. والخطي بفتح الخاء: الرمح، منسوب إلى الخط، وهو موضع باليمامة، قال صاحب "المصباح": والرماح لا تنبت بالخط، ولكنه ساحل للسفن التي تحمل القنا إليه، وتعمل فيه، وقال الخليل: إذا جعلت النسبة اسماً، قلت: خطية، بكسر الخاء، ولم تذكر الرماح في البيت. انتهى. فعلى هذا يجوز كسر الخاء في البيت، وتخطر، بكسر الطاء، مضارع خطر، بفتحها، والمصدر: الخطر والخطران، ورمح خطار، أي: ذو اهتزاز، ونهلت من باب فرح: رويت، والمثقفة: المعدلة، والتثقيف: تعديل المعوج، والسمر: جمع أسمر، من صفة الرمح، وعراني: حديث بي، والحباب، بكسر الحاء بعدها موحدة: المحبة، وروي بالجمي والنون. قال التبريزي في شرحه: قوله: وقدن هلت منا، أي: من دمائنا، والنهل من الأضداد لوقوله على الريان والعطشان، كأن حقيقة النهل أول السقي، والاكفتاء به قد يقع وقد لا يقع، فلذلك استعمل النهل في الري والعطش، ومصدر ذكرتك: الذكر، بضم الذال، لأن الذكر، بضم الذال، بالقلب، والذكر، بالكسر: باللسان، ونبه بهذا الكلام على قلة مبالاته