بالحرب واشتياقه في حال اختلاف الرمح بينهم بالطعن، والحباب: الحب، كأنه مصدر حببته، وقد يكون مصدر حاببته، ويكون جمع الحب أيضاً، وكأنه جمعه على اختلاف أحواله فيه، ويروى من جنابك، أي: من ناحيتك، يقول: إن كان ما بي سحراً، فلي عذر في هواك، لأن من يسحر يحب، وإن كان داء غير السحر، فالعذر لك، لأني وقعت فيه بتعرضي لك، وفكري في محاسنك، والدلالة على أن "فاعذرني" في موضع: فلي عذر، ما قابله به من قوله:"فلك العذر" وفي هذا إسقاط سؤال السائل: لم قال: اعذرني ولا ذنب له، وإنما يحتاج إلى بسط العذر من له ذنب؟ ! انتهى كلامه.
وهذه الأبيات لأبي عطاء السندي، واسمه مرزوق، وقيل: أفلح بن يسار مولى بني أسد، وكان يسار سندياً أعجمياً لا يفصح، وابنه أبو عطاء عبد أسود لا يكاد يفصح أيضاً من لثغة ولكنة، وهو مع ذلك من أحسن الناس بديهة، وهوشاعر فحل في طبقته، وكان من شعراء بني أمية وشيعتهم، وهجا بني هاشم، ومات بعد موت منصور العباسي، وقد بسطنا ترجمته في الإنشاد الخامس والتسعين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.