قلت: شرطي بالسكون رداً إلى واحده، والشرط، بفتحتين: العلامة والجمع أشراط، كسبب وأسباب، ومنه أشراط الساعة. وقوله: وعهدي به .. إلى آخره، من عهدته بمال: عرفته به، والأمر كما عهدت، أي: كما عرفت، وهو قريب العهد بكذا، أي: غريب العلم والحال، وعهدي به قريب، أي: لقائي، كذا في "المصباح" وأراد بالقين هنا: الحداد بقرينة ما بعده، وهو في الأصل كل صانع، والفش بالفاء: إطلاق الريح المحبوسة ونحوها، والكير، بكسر الكاف: المنفخ، وأماكانونه الذي يوقد فيه الفحم ونحوه، فهو الكور، بضم الكاف.
وقوله: لحا الله .. إلى آخره، أي: قبحه ولعنه، وأصله من لحوت العود، أي: أخذت لحاءه، بالكسر والمد، وهو القشر الذي عليه، استعير لذهاب طراوة ماء الوجه وبهائه.
وقوله: وأخزى بني حوران .. إلى آخره، هو متعدي قولهم: خزي الرجل خزياً، من باب علم، أي: ذل وهان، وأخزاه الله: أهانه وأذله، كذا في "المصباح" وإنما ضرب الحمير مثلاً للذل والهوان، لأنها لا يركبها الأشراف المتعظمين، وإنما هي مركب الأذلاء والسفلة من الناس غالباً، فجعل الشاعر بنت فروج من جنس الحمير، هكذا رواه ابن الأعرابي بالإقواء، وهو اختلاف الروي بالرفع الجر، فإن البيتين الأخيرين مجروران، وما قبلهما مرفوع، وهو من عيوب القوافي.