دعاك الهوى والشوق لما ترنمت ... هتوف الضحى بين الغصون طروب
يجاوبها ورق الحمام لصوتها ... فكل لكل مسعد ومجيب
وقوله: ومن يك أمسى إلى آخره. رحله: اسم أمسى، وبالمدينة: خبرها، وجملة أمسى: خبر يك، والرحل: المنزل وما يحتاج إليه المسافر من الأثاث. وقوله: فإني وقيار .. إلى آخره. هذا في الحقيقة ليس بجواب اسم الشرط، وإنما هو علته، وقامت مقامه، والأصل: فلست مثله، لأنني فيها غريب. وقال ابن خلف: يقول من كان بالمدينة بيته ومنزله، فلست من أهلها ولا لي بها منزل. انتهى.
وفيه انه ليس في هذا التقدير ولا في علته ضمير اسم الشرط الرابط بينهما وما قدرناه متكفل به، ثم قال: وزعم الخيل: أن قياراً اسم فرس له غبراء، ويقال: قيار اسم جملة، وقيل: اسم رجل، وقوله: وما عاجلات الطير إلى آخره: يريد الطير التي تقدم الطيران، وإذا خرج الإنسان من منزله، فإراد أن يزجر الطير، فما مر به في أول ما يبصر، فهو عاجلات الطير وإن أبطأت عنه، وانتظرها، فقد راثت، أي: أبطأت، والأول عندهم محمود، والثاني مذموم. يقول: النجح ليس بأن يعجل الطائر الطيران كما يقول الذين يزجرون الطير، ولا الخيبة في إبطائها، وهذا رد لمذهب الأعراب.
وقوله: ورب أمور .. إلى آخره. الضير: الضر والمخشاة، بفتح الميم مصدر ميمي بمعنى الخشية، والوجيب: الاضطراب. وقوله: إذا لم تعد الشيء ... إلى آخره. يقول: إن لم تتعد الشيء المريب وتتجاوزه لأجل الصديق.
وضابئ؛ بالضاد المعجمة وبعد الموحدة همزة تكتب بصورة الباء، وهو ضبابئ