للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الحارث التميمي البرمجي، بضم الموحدة وسكون الراء وضم الجيم، نسبة إلى البراجم، وهم ست بطون من أولاد حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، لقبوا بالبراجم، لأن رجلاً منهم اسمه حارثة بن عامر، قال لهم: تعالوا نجتمع مثل براجم يدي هذه، ففعلوا؛ فسموا البراجم، وهي عقد الأصابع، وفي كل أصبع ثلاث براجم، وضابئ أدرك النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان يقتنص الوحش، فاستعار من بعض نبي جرول بن نهشل كلباً اسمه قرحان، بضم القاف، وقيل: من بني عبد الله بن هوذة وكان يصيد به البقر والظباء والضباع، فطال مكثه عنده، فطلبوه، فامتنع، فركبوا يطلبون كلبهم، فقال لامرأته: اخلطي لهم في قدرك من لحوم البقر والظباء والضباع، فإن عافوا بعضاً وأكلوا بعضاً تركوا الكلب لك، وإن هم لم يعرفوا، فلا كلب لك، فلما أطعمهم أكلوا، ثم أخذوا كلبهم، فغضب ضبابئ، ورمى أمهم بالكلب في أبيات نقلناها في الشاهد التاسع والأربعين بعد السبعمائة من شواهد الرضي، فلما بلغهم الشعر، وأنه رمى أمهم بالكلب، استعدوا عليه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وكان يحبس على الهجاء، فأرسل إليه ونشده الشعر وقال له: ما أعرف في العرب أفحش ولا ألأم منك؛ فإني ما رأيت أحداً رمى أحداً بكلب غيرك، وإني لأظنك [لو كنت] في زمن النبي، صلى الله عليه وسلم، لنزل فيك وحي! فحسبه، فقال في الحبس هذه الأبيات، فلما سمعها، أخرجه من الحبس، فأخذ سكيناً [فجعلها] في أسفل نعله ليفتك بعثمان، فأعلم بذلك، فضربه، ورده إلى الحبس إلى أن مات فيه، وفي ذلك قال من أبيات أوردناها في الشاهد التاسع والأربعين بعد السبعمائة، من شواهد الرضي:

هممت ولم أفعل وكدت وليتي ... تركت على عثمان تبكي حلائله

<<  <  ج: ص:  >  >>