للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقدت شمائل من لزامك حلوة ... فتبيت تسهر ليلها وتفجع

فإذا سمعت أنينها في ليلها ... طفقت عليك جفون عيني تدمع

وزاد الأعلم النتمري في "حماسته" بعد هذا ستة أبيات. والجدث، بفتح الجيم: القبر، وروي: "فحيها" بدل "فنادها" يقول: امرر على القبر الذي دفنت فيه، وسلم عليها إن كانت تسمع، وهذا توجع وتلهف، والفروقة: الشديدة الخوف يطلق على المذكر والمؤنث، والصلاة من الله: الرحمة، والملائمة: الموافقة، والبلقع: الخالي، ومن مقبورة: تمييز.

وقوله: "لم تدر ما جزع إلى آخره ... " اختار الإمام المرزوقي الفاء للاستئناف وقال: أراد أنها من صغرها لا تعرف المصيبة، ولا الجزع لها، فهي على حالها تجزع، لأن ما تأتيه من البكاء والضجر وترك النوم والقرار فعا الجازعين. وقوله: "فقدت شمائل" جمع شمال، بالكسر: الطبيعة، يقول: كانت قد اعتادت منك أخلاقاً جميلة فقدتها، فبقيت لا تنام ولا تنيم، بل تفج وتوجع، فإذا سمعت بكائها، بكيت، والشؤون: جمع شأن: وهو مجرى الجمع من الرأس إلى العين.

ومويلك: مصغر مالك، والمزموم: من زممت الناقة: إذا وضعت عليها الزمام، وهو شاعر إسلامي.

وقد شرحنا هذا بأكثر مما هنا في الشاهد الرابع والستين بعد الستمائة من شواهد الرضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>