للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقاف: تآكل في الأسنان، وتقسر في الحافر والقرن، وفعله من باب فرح، يقال: نقدت أسنانه وضرسه. ففعله ووصفه "نقد" بكسر القاف، وروي في البيت "نقد" بكيسر القاف وفتحها، فالمكسور يحوز أن يكون ماضياً ووصفاً، والضرس مذكور، قال الجوهري: (الضرس: السن، وهو مذكر ما دام [له] هذا الاسم؛ لأن الأسنان كلها إناث إلا الأضراس والأنياب. والمفتوح: نقله الجوهري) وهو مصدر على تقدير ذي، وأورد البيت ابن السكيت في "إصلاح المنطق" شاهداً للنقد، قال شارح أبياته يوسف بن السيرافي: أي: عوض الله هذه المرأة من مات من أولادها غلاماً، ولدته بعدما أسنت وشاب رأسها، وتكسرت أسنانها، فمحبتها له أشد محبة، لأنها قد يئست أن تلد غيره، فشفقتها عليه عظيمة. انتهى.

فقول الدماميني ومن تبعه-: المراد: أن هذه المرأة عوضها الله غلاماً تزوجته بعد ما وصلت في الكبر إلى هذه الحالة انتهى- كلام من لم يصل إلى العنقود! و "ما" في "بعد ما" مصدرية، والأصداغ جمع صدغ، بالضم، ما بين لحظ العين إلى أصل الأذن، ويطلق على الشعر الذي يتدلى على هذا الموضع مجازاً. وهو المراد هنا. وهذا البيت لم أقف على قائله، ولا على تتمته والله أعلم.

وأنشد بعده:

هون عليك فإن الأمور ... بكف الإله مقاديرها

فليس بآتيك منهيها ... ولا قاصر عنك مأمورها

وتقدم شرحه في الإنشاد الواحد والثلاثين بعد المائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>