والبيت من قصيدة للأعشى ميمون البكري، مدح بها قيس بن معدي كرب الكندي، وقد أجاد في التغزل بمحبوبته في أولها إلى أن شبهها بالدرة، ثم وصف تلك الدرة كيف استخرجت من البحر فقال:
كجمانة البخري جاء بها ... غواصها من لجة البحر
ثم وصف الغواصين بأبيات إلى قوله:
نصف النهار الماء عامرة ... البيت ...
والجمانة، بضم الجيم: حبة تعمل من فضة كالدرة. ومن أبيات المديح:
أنت الرئيس إذا هم نزلوا ... وتواجهوا كالأسد والنمر
ولأنت أشجع من أسامة إذ ... يقع الصراخ ولح في الذعر
ولأنت أجود بالعطاء من الر ... يان لما ضن بالقطر
ولأنت أبين حين تنطق من ... لقمان لما عي بالأمر
لو كنت من شيء سوى بشر ... كنت المنور ليلة البدر
وقيس بن معدي كرب مات في الجاهلية، وهذه القصيدة نقلتها من ديوان العشى، وقد رواها له أبو عبيدة، وابن دريد وغيرهما، وأما الأصمعي، فقد أثبتها للمسيب بن علس الخماعي، وهو خال الأعشى ميمون، وهو جاهلي لم يدرك الإسلام، وقد أوردت ترجمته في الإنشاد التاسع والثلاثين، وترجمة الأعشى تقدمت في الإنشاد التاسع عشر بعد المائة.