للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: كذبتك عينك, قال ابن الأثير في «النهاية»: قد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ, قال الأخطل: كذبتك عينك, ومنه حديث عروة, قيل له: إن ابن عباس يقول: إن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة, فقال: كذب, أي: أخطأ. وقد تكرر في الحديث انتهى. يعني: أن عينه أخطأت في دعواها أنها رأت الرباب في المنام, بل إنما رأت في المنام خيالها لا نفسها.

وواسط هنا: موضع بجزيرة ابن عمر في الموصل, وهو من منازل بني تغلب التي ينزلون بها, قال ياقوت في «معجم البلدان»: واسط: قرية بالخابور قرب قرقيا, وإياها على الأخطل فيما أحسب, لأن الجزيرة منازل تغلب, وقال ابن السيرافي في «شرح شواهد سيبويه»: واسط في هذا البيت موضع بنواحي الشام, وغلطه الأسود أبو محمد الأعرابي في «فرحة الأديب» فقال: واسط في هذا البيت هو واسط الجزيرة, وقال الدماميني: واسط بلد في العراق, اختطها الحجاج في سنتين, وتبعه سائر الشراح, ولا يخفى أن هذا الشعر قبل أن ينبي الحجاج واسط, والأخطل لم يفارق بلاده وإنما كان يتردد إلى دار الخلافة بالشام, وهو من شعراء معاوية ويزيد وعبد الملك بن مروان وغيرهم, فإنه عمر عمرًا طويلًا.

وغلس الظلام منصوب على ظرف الزمان, يريد: ريأت خبالها في آخر الليل في النوم, والغلس بفتحتين: آخر الليل, والرباب بفتح الراء: اسم امرأة, والخيال أراد به الطيف الذي يراه النائم بخيل إليه أنه عين الذي رآه. وقوله: وتعرضت لك بالأبالح, قال ياقوت في «معجم البلدان»: الأبالح بفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>