للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشعراء/٤]، ويجوز أن يقحم الصدر، ويعتمد على القناة. قال شيخنا أبو محمد عبد الله بن بري: صواب إنشاد البيت "وتشرق" بالنصب عطفاً على "تهره" في بيت قبله، وهو:

لئن كنت في جبٍ ثمانين قامة ... ورقيت أسباب السماء بسلم

ليستد رجنك القول حتى تهره ... وتلعم أني لست عنك بمحرم

وتشرق بالقول ... البيت

يخاطب الأعشى بهذا الشعر عمير بن عبد الله لبن المنذر. من بني ثعلبة يقول: أنت لا تعتصم من هجائي بشيء، ولا يمكنك دفعه، فلئن جعلت في قرار الأرض، أو أصدعت إلى السماء، ليلحقنك من هجائي ما لا تطيقه، والجب: البئر القديمة، ووصفها بأن طولها ثمانون قامة، وأسباب السماء: المواضع التي يتوصل إليها منها، أراد: ورقيت إلى أسباب السماء، فحذف حرف الجر، ولم يرد لئن كنت في جب في حال، ورقيت أسباب السماء في حال أخرى، ولم يمكنه أن يقول: أو رقيت لآجل الشعر، والاستدراج: إيقاع الإنسان في بلية ما كان ثيشعر بها، وتهره: تكرهه، والقول الذي قد أذاعه: هو الذي نشره، وحدث به من يحمله إلى الآفاق، يعني: ما نشره من سب الأعشى وشتمه، والمحرم: الذي قد دخل في الشهر الحرام، والداخل في البلد الحرام، وهو المحرم بالحج، وهو الذي له حرمة وذمام، يقول: لست أمتنع من هجائك في حال من الأحوال، كما يمتنع الذي يدخل في الشهر الحرام، والبد الحرام من أن يقاتل أحداً، أو يؤذيه.

ومعنى تشرق: ينقطع كلامك في حقك، يرد: أنه ينقطع كلامك حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>