للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض له، قالوا فيه بالتأنيث والتذكير، وأنشد أبياتاً وقال: وإنما جاز هذا كله، لأن الثاني يكفي عن الأول، ألا ترى أنه لو قال: تلتقطه السيارة، لجاز، ولا يجوز: ضربتني غلام جاريتك، لأنك لو ألقيت الغلام، لم تدخل الجارية على معناه.

وكذلك قال في سورة لقمان عند قوله تعالى: (يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ) [لقمان: ١٦] برفع مثقال لو قرئ به، قال: وجاز تانيث "تك" زالمثقال ذكر، لأنه مضاف إلى الحبة، والمعنى للحبة، فذهب التأنيث إليها كما قال:

وتشرق بالقول الذي قد أذعته ... . . . . . البيت

وأنشد صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى: (وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) [آل عمران: ١٠٣] بإرجاع ضمير "منها" إلى "شفا" وهو مذكر لإضافته إلى مؤنث.

وشرق يشرق من باب "فرح" بمعنى غص، يقال: شرق بالماء وبريقه: إذا لم يطق بلعه، وغص باللقمة، يريد: وتشرق بكلامك بسبب القول الذي قلته في، وهجوتي به، فاستعمال الشرق في الموضعين استعارة عن عدم القدرة على الكلام في الأول، وعن جمود الدم على صدر القناة من غير تجاوزت عنه في الثاني، و "ما" في "كما" مصدرية، والمعنى: تشرق بسبب القول الذي أفشيته للناس من هجائي كشرق صدر القناة بالدم، ولا تشربه، والمراد: أنه إذا هجاه لا يبرح عنه هجوه

<<  <  ج: ص:  >  >>