طالب ابن الأخضر بحضرة ابن الأبرش عن فتح "مقالة" في قول النابغة" "أن قد قلت سوف أناله" فأجابه:
ولا تصضحب الأردى فتردى مع الردي
فقال له يا أستاذ: ما فهمت كلامي، فقال له ابن الأبرش: قد أجابك، فسألني فأمليت عليه كلاماً كثيراً في التعريف بابن الأخضر، وابن الأبرش، وتوجيه ما سأل عنه. وملخص ما سأل عنه أن هذا البيت قبله:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تستكك منها المسامع
والبيت الذي بعده:
مقالة إن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
وذلك أن قوله: "أنك لمتني" في موضوع الفاعل ب"أتاني"، ومقالة، ضبط بالرفع والفتح، فإنه مبني عليه، لإضافته إلأى مبني، فهذا معنى قول ابن الأخضر:
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
أي: لولا لإضافة "مقالة" إلى ما بني، لما صحب الأردى، وهو المبني، وردي معه، أي: بني. هذا آخر كلام أبي حيان.
وابن الأخضر: هو أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن مهدي بن عمران التنوخي الإشبيلي، كان مقدماً في اللغة، والعربية، والأدب، موصوفاً بالذكاء والإتقان، أخذ عن الأعلم، وأخذ عنه جماعة. مات في رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة.
وابن الأبرش: هو أبو القاسم، خلف بن يوسف الأندلسي الشنتريني، كان إماماً في اللغة والعربية، استظهر "كتاب سيبويه" و"أدب الكاتب" و"المقتضب"