و "الكامل" يروي عن أبي الربيع الضرير، وأبي علي الغساني، وابن البادش، وعاصم بن أيوب، وروى عنه أبو الوليد بن خيرة القرطبي، وكان من أهل الزهد والانقطاع إلى الله تعالى، ودعي إلى القضاء، فأنف منه وأبى. مات بغرناطة في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وخمسامائة. ومن شعره:
لو لم يكن لي آباء أسود بهم ... ولم يثبت رجال العرب لي شرفا
ولم أنل من مليك العصر منزلة ... لكان في سيبويه الفخر لي وكفى
نقلت ترجمتها من "تحفة الأريب في نحاة مغني اللبيب" للسيوطي.
وأنشد الأخفش المجاشعي في كتاب "المعاياة" هذين البيتين إلا أول البيت الثاني فإنه رواه كذا:
ملامة أن قد قلت سوف أناله
وقال: نصب ملامة، على "أنك لمتني"، فجاء به من بعد ما تم الاسم، وهو من الصلة، وهذا رديء. انتهى. بريد أن ملامة مفعول مطلق عامله لمتني. وقوله: "أبيت اللعن" جملة دعائية معترضة بين الفعل وفاعله. قال ابن الأنباري في "شرح المفضليات": قوله: أبيت اللعن أبيت من الأخلاق المذمومة ما تلعن عليه، وكانت هذه تحية لخم وجذام، وكانت منازلهم الحيرة وما يليها، وتحية ملوك غسان: يا خير الفتيات، وكانت منازلهم الشام، وروي:
وأخبرت خير الناس أنك لمتني
وخير: منادي، وقوله: أنك لمتني في تأويل مصدر مرفوع فاعل أتاني، واللوم هنا بمعنى التهديد، لأنه فسر اللوم بقوله: سوف أناله، أي: أصل إليه، وأتمكن منه، وذلك، أي: وذلك القول المتضمن للتهديد. من تلقاء، أي: من جهة سلطان مثلك. رائع، أي: مفزع مقلق، من: راعني الشيء روعاً من باب قال: أفزعني. وقوله: وتلك التي: وتلك الملامة التي صدرت منك. تستك: تستد، فلا تسمع.