للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى قوله فتقدم الواثق بإحضاره يعني المازني. قال أبو العباس المبرد: حدثني المازني، قال: لما قدمت (سر من رأى)، ودخلت على الخليفة، فقال لي: يا مازني من خلفت وراءك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أخية أصغر مني أقيمها مقام الولد، قال فما قالت لك حين خرجت؟ قال: أطرقت حولي وهي تبكي أقول لك يا أخي كما قالت بنت الأعشى، وأنشد الأبيات. قال لي: فما قلت لها؟ قال: قلت لها يا أخية -كما ما قال جرير لابنته-:

ثقي بالله ليس له شريك ... البيت

قال: لا جرم أنها ستنجح، وأمر لي بثلاثين ألف درهم. وفي غير هذه الرواية أنه لما دخل على الواثق قال لي: با اسمك يريد ما اسمك؟ قال المازني: كأنه أراد أن يعلمني معرفته بإبدال الباء مكان الميم في هذه اللغة، فقلت له: بكر المازني، قال: أمازن شيبان، أم مازن تميم؟ قلت: شيبان، فقال: حدثنا. قلت: يا أمير المؤمنين، هيبتك تمنعني من ذلك، وقد قال الراجز:

لا تقلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا

قال: فسره لنا، قلت: لا تقلواها: لا تعنفاها في السير، يقال: قلوته إذا سرت سيرا عنيفا، ودلوت: إذا سرت سيرا رقيقا، ثم أحضر التوزي، وكان في دار الواثق، وكان يقول: إن مصابكم رجل، يظن أن مصابكم اسم مفعول، ورجل: خبر، فقلت له: كيف تقول إن ضربك زيدا ظلم؟ قال التوزي: حسبي وفهم. وذكر أنه شجر بين محمد بن عبد الملك الزيات، وأحمد بن أبي دواد في هذا البيت الذي غلط فيه التوزي، فقال ابن الزيات: رجلا، وقال ابن أبي دواد: رجل، فسألا عنه يعقوب بن السكيت، فحكم لابن أبي دواد بالرفع عصبية لا جهلا، قال ثعلب: فلقيت يعقوب، فعاتبته في هذا عتابا ممضا، فقال لي:

<<  <  ج: ص:  >  >>