وقال ابن الحاجب في "أماليه": الظاهر أنه أراد أن يخبر عن "وفاؤكما" كما بقوله: "بأن تسعدا"، أي: وفاؤكما حاصل بأن تسعدا، وقوله كالربع مقدم، والمراد به التأخر متعلق إم تعلق به "بأن تسعدا" أي: حاصل بإسعاد كما مثل حصول وفاء الربع بإسعاده بالشجاب بسبب الطسم، وإما متعلق بالإسعاد، أي وفاؤكما حاصل بإسعادكما إسعادا مثل اسعاد الربع بما ذكر، وإما متعلق بالإسعاد، أي: وفاؤكما حاصل بإسعادكم إسعادا مثل إسعاد الربع بما ذكر، وإما بوفائكما وفاء مثل وفاء الربع بالطسم المعين على الشجا حاصل بأن تسعدا، وإما متعلق بمحذوف على أن يكون خبر مبتدأ، أي: هو كالربع إما إضمار للوفاء، وإما إضمار للإسعاد، وإما إضمار للمخاطب، وما ذكره أبن جني في معناه عن المتنبي مشعر بأن الباء وما في حيزها في قوله: بأن تسعدا هو الخير عن "وفاؤكما"، ويجوز أن يكون قوله: كالربع، خبر المبتدأ الذي هو وفاؤكما. وقوله بأن تسعدا متعلق بوفائكما، أي: وفاؤكما بالإسعاج مشبه للربع في وفائه بالطسم المعين على الشجا. وقوله: أشجاه طاسمه تقرير للمعنى الذي يكون به الربع معينا على الاسعاد، وهو الإخبار عن كونه مشجيا إذا كان طاسما، وكلها تعسفات لما يلزم من تقديم متعلق المصدر عليه، أو الفصل بين المبتدأ وخبره بالأجنبي الذي هو كالربع، وقوله:"والدمع أشفاه ساجمه" مما يقوي هذا المعنى، ويقرر أنه أراد بالاسعاد ما يعين على البكاء والشجا، فذلك جعل غزارة الدمع شافية، فيقوى أن يكون المعنى بقوله عن الربع:"أشجاه طاسمه" تقرير أن طسمه مسعد لكونه يؤدي إلى الشجا المتضمن لغزارة الدمع التي جعلها شافية، ولإسعاد أبلغ مما يؤدي إلى الشفاء، وهذا يضعف قول من يزعم أن قوله كالربع خبر المبتدأ، وعلى معنى أنه أخبر عن وفائهما وعدمه كالربع في دثوره وإبكائه. هذا آخر كلام أبن الحاجب.