للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي تشمه بأنفها وينكره قلبها, فتعطف عليه ولا ترسل اللبن, فشبه ذاك بهذا انتهى.

وقال المبرد في «الكامل»: الناقة إذا ألقت سقبها أو نحر, فخيف انقطاع لبنها, أخذوا جلد حوار فحشوه تبنًا, ولطخوه بشيء من سلاها, ثم حشوا أنفها, فتجد لذلك كربًا, ويقال للخرقة التي تجعل في أنفها غمامة, ثم تسل تلك الخرقة من أنفها, فتجد روحًا, وترى ذلك البو تحتها, وهو جلد الحوار المحشو, فترأمه, فإن درت عليه قيل: ناقة درور, وترأمه: تشمه. ويقال في هذا المعنى: ناقة ظؤور, فينتفع بلبنها, ويقال: ناقة راثم ورؤوم, إذا كانت ترأم ولدها أبو بوها, فإن رثمته ولم تدر عليه, فتلك العلوق, ولا خير عندها, انتهى كلامه.

وقال ابن السيد البطليوسي فيما كتبه على «الكامل»: قال أبو الحسن الأخفش: يقال: للناقة إذا مات ولدها أو ذبح: سلوب, فإن عطفت على غير ولدها فرثمته, فهي رثام, وإن لم ترأمه ولم تدر عليه فهي علوق, ويقال: العلوق التي قد علقت فذهب لبنها. انتهى. وعلقت بمعنى حبلت.

وقال ابن الشجري في «أماليه»: العلوق من النوق: التي تأبى أن ترأم ولدها أو بوها, والبو جلد الحوار يحشى ثمامًا أو حشيشًا ويقدم إليها لترأمه فتدر عليه فتحلب, فهي ترأمه بأنفها وينكره قلبها, فرأمها له أن تشمه فقط, ولا ترسل لبنها, وهذا يضرب مثلًا لمن يعد بكل جميل ولا يفعل منه شيئًا.

وقوله: وقد أنشد الكسائي في مجلس الرشيد .. الخ, هذه الحكاية حكاها الزجاكي في «أماليه» قال: أخبرنا أحمد بن الحسين المعروف بابن شقير النحوي

<<  <  ج: ص:  >  >>