للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زعم فيه أن "الذي" في البيت بمعنى "أن" وأن "أن" تأتي بمعنى "الذي" قد ذكره أبو حيان في "تذكرته" وسرد ما وقع في كتابه من مخالفة النحويين من أول كتابه إلى آخره. قال: محمد بن مسعود بن الزكي له كتاب في النحو سماه بالبديع، أدعى فيه أشياء خارجة عن المعتاد في النحو، وذكر فيه أن النحاة على خمس طبقات، وخلط فيها، وغلط غلطا فاحشا فيها، وذكر من الطبقة الخامسة أبا الحسن على بن فضال المجاشعي المغربي، وأنه ورد غزنة سنة ست وستين وأربعمائة، وأقام بمها مكرما معظما، وصنف تصانيف منها كتاب "الإكسير في النحو" وذكر من هذه الطبقة أبا الفرج عبد الرحمن بن عدنان المغربي، ورد غزنة سنة أربع وخمسمائة، قال: وهو إمام مقدام هم هرم يناهز المائة، أو يجاوزها، وكان يقول: إن بن فضال المجشاعي قرأ الكتاب على، وتلمذ برهة بين يدي، وأقام بها ثلاث سنين ملحوظ المنزلة من أكابر الدولة، وكنت مدة إقامته ملازما لخدمته، قارئا عليه كتاب الأصول، وهو كان يحفظه ظاهرا.

ثم أخذ أبو حيان في سرد ما خالف فيه من باب الإعراب إلى مسألتنا هذه، قال: ومن المشكلات قولهم: زيد أعقل من أن يهذي، ولا يجوز: زيد أعقل من الهذيان؛ لأن "أن" ها هنا بمعنى "الذي" كما أن الذي بمعنى "أن" في قول ذي الرمة

اتقرح أكباد المحبين كالذي ... . . . . . البيت.

وفي قوله: (وخضتم كالذي خاضوا) [التوبة/٦٩] أي: كخوضهم، وقوله: (ذلك الذي يبشر الله عباده) [الشورى/ ٢٣] انتهى كلامه.

قال الدماميني: اتقرح: اتضعف، والكبد مؤنثة، فتقرح بالتاء الفوقية. وينبغي أن يكون صلة الذي على جعلها مصدرية، هي الجملة الاسمية وهي: "كبدي من حب مية تقرح". وقوله: "رأى" جملة معترضة بين الصلة والموصول، والمعنى: اتقرح أكباد المحبين مثل قرح كبدي فيما أراه. أقول: من قال بمصدريتها

<<  <  ج: ص:  >  >>