للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخاللته ثم أكرمته ... فلم استفد من لديه فتيلا

وألفيته حين جربته ... كذوب الحديث سروقا بخيلا

فذكرته ثم عاتبته ... عتابا رفيقا وقولا جميلا

فألفيته غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلا قليلا

ألست حقيقا بتوديعه ... وإتباع ذلك صرما طويلا

فقالوا: بلى والله يا أبا الأسود، فقال: تلك صاحبتكم وقد طلقتها، وأنا أحب أن أسر ما أنكرته من أمرها، فانصرفت معهم، انتهى.

وقوله: أريت أمرا إلى آخره، سلك أبو الاسود بهذا الكلام طريقة التعمية على مخاطبة ليتم ما يريد، ولو نسب هذه العيوب إليها مصرحا بها، لربما دافعوا عنها: وأريت بمعنى أخبرني، وأصل الهمزة فيه للاستفهام، وريت أصله رأيت حذفت الهمزة، وهي عين الفعل تخفيفا، قال صاحب "الصحاح": وربما جاء ماضيه بلا همزة، قال الشاعر:

صاح هل ربت أو سمعت براع ... رد في الضرع ما قرى في الحلاب

قال الكرماني في "شرح البخاري": أربت بمعنى أخبرني، وفيه تجوز إطلاق الرؤية وإرادة الإخبار، لأن الرؤية سبب الإخبار، وجعل الاستفهام بمعنى الأمر بجامع الطلب. انتهى.

والرؤية هنا منقولة من رؤية البصر، ولهذا تعدت لمفعل واحد، وزعم المصنف

<<  <  ج: ص:  >  >>