والبيت من قصيدة للأعشى، ميمون البكري، يهجو بها علقمة بن علاثة، وينفر عليه عامر بن الطفيل، وكان علقمة بن علاثة نافر ابن عمه عامر بن الطفيل العامريين، وكان علقمه كريما رئيسا، وكان عامر عاهرا سفيها، وساقا إبلا جمة لينحر لهما المنفر له، فهابت حكام العرب أن يحكموا بينهما بشيء، إلى أن جاء الأعشى إلى علقمة مستجيرا به، فقال: أجيرك من الاسود والأحمر، قال: ومن الموت، قال: لا. فأتى عامرا، فقال له مثل ذلك، فقال: ومن الموت؟ فقال: نعم، قال: وكيف ذلك؟ قال: إن مت في جواري ودينك، فقال علقمة: لو علمت أن ذلك مراده، لهان علي، ثم أن الأعشى ركب ناقته، ووقف في نادي القوم، وانشدهم هذه القصيدة، ومطلعها:
شاقك من قيلة أطلالاها ... بالشط فالجزع إلى حاجر
وقيلة: امرأة، والشط: جانب النهر، وحاجر: موضع، ثم بعد أن نسب باثنى عشر بيتا قال:
دعها فقد أعذرت في ذكرها ... واذكر خني علقمة الحائر